الاثنين، 16 مارس 2015

الأقزام فى مصر ... مهمشون ويطالبون بتفعيل المادة 81 من الدستور

رئيس جمعية الأقزام : عددنا 75 ألفاً ويزيد


مجموعة من قصار القامة 


"قصار القامة "  وليس "الأقزام " اللفظ الذى يفضلونه، دائماً ينظر إليهم بسخرية، يتعرضون للإضطهاد والتمييز والأذى النفسى، رغم ذلك يدخلون النشوة فى نفوس المشاهدين بأعملهم الفكاهية فى السينما والمسرح أوعروض السيرك، وتبقى نفوسهم مثقلة بالهموم من نظرة الإستعلاء  والإستغراب التى يتلقونها دوماً بالإضافة إلى المتاعب التى تواجههم فى حياتهم اليومية، فأصبحت التسلية والفكاهة هى ملاذهم الوحيد لكسب لقمة العيش .

منذ عهد القدماء المصريين، تقلدوا المناصب الوزارية، "سنب" شغل منصب وزيراً في الأسرة الخامسة من تاريخ الفراعنة، التي حكمت مصر حتي آخر حكامها "كليوباترا السابعة" المنحدرة من السلالة البطلمية، كما تشير بعض الكتابات القديمة إلي أن المصريين القدماء عبدوا قزماً شهيراً سموه "بس" قبل أن يغادر مصر إلى إبران القديمة، وكان متخصصاً في المرح والفكاهه وله معبد خاص في الواحات البحرية بالصحراء الغربية لمصر . وأشتهر الأقزام فى هذه الفترة بصناعة الحلى، نظراً لقصر أطرافهم التى تمكنهم من تشكيل الحلى بسهولة ويسر، ويكلفون بحرف معينة كالحياكة والنحت والتربية وتسلية السادة

يبدأ التقزم لدي الأفراد بمستوي طول 70 سم إلى 135 سنتيمتراً وأسبابه تتراوح بين حالات جينية أو اختلالات هرمونية. والتي تحدث عادة عندما يكون هناك نقص في هرمون النمو أثناء فترة الطفولة، والذي يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية التي تعرف باسم الغدد الصماء أو المايسترو كما يطلق عليها المتخصصون.

يواجه قصار القامة العديد من المشكلات الحياتية منها ارتفاع الأرصفة والسلالم ووسائل النقل، مما يضطرهم لطلب مساعدة الآخرين، وإرتيادهم المقاهي أو المطاعم ولا يجدون مقاعد خاصة بهم، كما أنهم لا يجدون الملابس أو الأحذية التى تناسبهم، مما يضطرهم لاستعمال ملابس الأطفال، كما أن الدولة لا توفر له مساكن خاصة لا تزيد علي الدور الأرضي، أو الأول لمراعاة وضعهم الصحي الذي لا يسمح لهم بإستعمال السلالم وصعوبة إستخراج رخصة سيارة لمن يقل طولهم عن 100 سم.

على الرغم من وجود المادة 81 من الدستور المصرى والتى تنص على حقهم فى الدخول ضمن نسبة الـ5% للوظائف المخصصة للمعاقين إلا انها تبقى كلاماً على ورق، وتؤكد المادة فى نصها " تلتزم الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة والأقزام، صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وترفيهيًا ورياضيًا وتعليميًا، وتوفير فرص العمل لهم، مع تخصيص نسبة منها لهم، وتهيئة المرافق العامة والبيئة المحيطة بهم، وممارستهم لجميع الحقوق السياسية، ودمجهم مع غيرهم من المواطنين، إعمالاً لمبادئ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص ."

على النقيض توجد بعض الدول التى توفر لقصار القامة حقوقهم، خاصة في السعودية، يحصل كل قزم على 1000 ريال، علاوة على قيام الحكومة هناك بتوفير وظيفة له، ثم إعطاؤه قطعة أرض حتى يتثنى له بدء حياة جديدة.

عصام شحاتة، رئيس جمعية ونقابة الأقزام بمصر، أكد أن الجمعية تقدم خدمات للأقزام مثل التأمين الصحى المجانى، وصرف الأدوية، وعمل إشاعات، توفير مستلزمات معيشية من ملابس ومواد غذائية، وعمل نوادى مثل الإتحاد ليتنشروا معاً بالأسوياء وجميع مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، مؤكداً ان الجمعية قائمة على الجهود الذاتية ولا تتلقى أى دعم من الحكومة أو رجال الأعمال .

وأضاف " شحاته " أنه قابل ناهد عشرى وزيرة القوى العاملة لتقديم مذكرة بمطالب الأقزام وكان ردها أنه سيتم رفعها للمسؤولين ولم يوجد رد حتى الآن، كما طالب بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى لمناقشة أوضاع الأقزام أسوة بمقابلته لذوى الإحتياجات الخاصة ومناقشة أوضاعهم كما أرسل العديد من الفاكسات ولكنها دون جدوى .

وطبقاً لما نشرته" جريدة الأهرام" بشأن دعوى تطالب بتعيين الأقزام كأصحاء ضمن نسبة الـ ٥٪ والمقرر إصدار الحكم فيها 17 مارس الجارى ، أن وزيرة القوى العاملة والهجرة أصدرت تعليمات فورية لمديريات القوى العاملة والهجرة بالمحافظات، بالتنبيه على الشركات والمنشآت بأن يكون تعيين الأقزام كأصحاء، وليس ضمن الـ ٥% من العجزة المؤهلين لعدم خضوعهم لأحكام هذا القانون، ونبهت المديريات بالتواصل مع الشركات والمنشآت، والتوجيه بعدم طلب شهادة العجزة المؤهلين من الأقزام.

وكما قالت الوزيرة إنها ستخاطب وزيرة التضامن الاجتماعي لبحث مطالبهم بمنحهم كارنيهات للمواصلات العامة والحدائق والمتنزهات أسوة بالمعاقين، بالإضافة إلى الحصول على وحدات سكنية، والتخفيف قدر الإمكان من شروط الحصول عليها.

حتى الأن مازال قصار القامة يطالبون بحقوقهم، بتوفير الرعاية الصحيه، المعاشات، توفير مساكن وإقامة مشاريع صغيرة ... وغيرها من المطالب المشروعة لكى ينالوا حقهم فى حياه كريمة مثلهم مثل أى إنسان طبيعى، ومازلت الدولة تتجاهل حقوقهم وفى إنتظار الحكم فى دعوى تعيين قصار القامة كأصحاء فى 17 مارس الجارى .


الجمعة، 6 مارس 2015

تعرف على " ستيفن هوكينج " صاحب نظرية كل شىء

البروفيسور ستيفن هوكينج

مازال يطمح أن يعيش ولو يوماً واحداً على الفضاء، هو ستيفن هوكينج صاحب "نظرية كل شيء" أعظم عقل إنساني على قيد الحياة وعالم الفيزياء النظرية الذي ارتفع صيته مؤخراً، مع فيلم يحكي قصة حياته بين الرومانسية والعلم، الذى جسد فيه الممثل الإنجليزى إيدى ريدمان شخصيته وفاز بفضله بجائزة الأوسكار منذ أيام .

" نظرية كل شيء" أو "The Theory of Everything"، هو فيلم يجمع بين العلم والرومانسية جاءت فكرته من كتاب " السفر إلى اللانهاية: حياتي مع ستيفن" لزوجته جين هوكينج من إخراج جيمس مارش وكتابه أنثوني مكارتن وجسد دوره الممثل إيدى ريدمان، يحكي الفيلم السيرة الذاتيه لستيفن هوكينج وحبه لزوجته جين وايلد التي ساندته مع مرضه الذى أعلن الأطباء بأنه لن يعيش أكثر من عامين، حتى يصل إلى تحقيق إنجازاته ويصبح أحد أشهر علماء الفيزياء والداعي للسلام العالمي بمشاركته في مظاهرات منددة بالحرب على العراق ورفضهالمشاركة بمؤتمر يقام فى إسرائيل.

ولد ستيفن هوكينج في مدينة اكسفورد 8 أبريل 1942، والذى يصادف الذكرى 300 لوفاة العالم الفلكي العظيم جاليلو، درس في جامعة "أكسفورد" وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيرياء، قبل أن يكمل دراسته في جامعة "كامبريدج" ويحصل منها على درجة الدكتوراه في علم الكون.

أحب هوكينج الرياضيات منذ صغره، وأراد والده أن يلتحق بكلية الطب، لكنه لم يكن مقتنعاً بذلك، وعندما التحق بجامعة أكسفورد لم يكن هناك قسماً للرياضيات، فقرر أن يدرس الفيزياء بدلاً منها.وكان مستواه الدراسى ما بين المتوسط والسيئ، لكنه كان مهتماً بشدة في معرفة كيفية عمل الأشياء، فكان كثيراً ما يفكك الساعات وأجهزة الراديو إلى أن اطلقوا عليه في المدرسة لقب " أينشتاين " .

 في عمر 21 أصيب بمرض التصلب الجانبي الضموري Amyotrophic lateral sclerosis، جعله بمرور الوقت مقعداً وغير قادر على الحركة. تحدى هوكينج المرض بعد أن أخبره الأطباء أنه لن يعيش أكثر من عامين. في عام 1983 تعرض للإلتهاب الرئوي، وبسبب إجرائه عملية للقصبة الهوائية أصبح هوكينج غير قادر على الحركة تماماً، فقامت شركة إنتل للمعالجات والنظم الرقمية بتطوير نظام حاسوب خاص متصل بكرسيه يستطيع هوكينج من خلاله التحكم بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكتروني وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينيه ورأسه، حيث يقوم بإخراج بيانات مخزنة مسبقاً في الجهاز تمثل كلمات وأوامر.

في عام 2007 قدّم للعالم تجربة انعدام الجاذبية، ترك كرسيه المتحرك لأول مرة منذ 40 عام، تمت هذه التجربة بواسطة طائرة من طراز "بوينج" 727 معدلة وعلى ارتفاع 32 ألف قدم بزاوية حادة،ثم تنخفض إلى إرتفاع 8 ألاف قدم بحيث يتمكن من الحركة بلا جاذبية لمدة 25 ثانية.


 له ثلاث كتب هم ( موجز تاريخ الزمن، موجز حياتي، التصميم العظيم ) وقدم للأطفال كتابين بمشاركة ابنته "لويس" أولهما بعنوان "George’s Secret Key to The Universe" في عام 2007، والثاني بعنوان ""George and The Big Bang عام 2011. ويقدم الكتابان وجهة نظر مبسطة عن الحقائق الكونية في أسلوب شيّق يناسب الأطفال.



وفي حوار أجرته البي بي سي مع ستيفن هوكينج تحدث فيه عن " تطوير ذكاءٍ اصطناعي Artificial intelligence كامل يمهد لفناء الجنس البشري". قال أنه حتى الآن الأشكال البدائية للذكاء الاصطناعي التي نملكها أظهرت فائدتها الكبيرة، لكن تطوير ذكاء اصطناعي قائم بذاته، وله القدرة على التطور ذاتيًّا بطريقةٍ متسارعةٍ لا متناهية، في مقابل البشر المحكومون بتطورهم البيولوجي البطيء، سَيُعجِز البشر عن مجاراته أو منافسته، وسيتخطاهم أيضًا. ويقول موقع لايف ساينس إن هوكينج عبر عن تلك المخاوف في أبريل الماضي، في افتتاحية للهافنجتون بوست بالتعاون مع مجموعة من علماء الفيزياء، إذ قال فيها: " -يعد الذكاء الاصطناعي الحدث الأضخم في تاريخ البشرية، لكنه للأسف سيكون الأخير".

حصل هوكينج على العديد من الجوائز، منها جائزة أكاديمية "رويال سوسايتي" الملكية في بريطانيا، إضافة إلى الميدالية الذهبية في العلوم، وجائزة أمير أستورياس في كونكورد، وكذلك جائزة ألبرت آينشتاين. في عام 2009 تم منحه وسام الحرية الرئاسي، ولكنه لم يحصل بعد على جائزة "نوبل" في الفيزياء.

هوكينج يبلغ من العمر 47 عاماً ،لا يزال جزءا فاعلا في جامعة كامبريدج، ويحتفظ بمكتبه في إدارة الرياضيات التطبيقية والفيزياء النظرية، ويعمل على أبحاثه في الفيزياء النظرية جنبا إلى جنب مع برنامج مكثف من السفر والمحاضرات العامة.