أطفال الشوارع ... من حقنا نعيش زى البنى أدمين
إرتفاع عدد أطفال الشوارع لما يقرب من 3 ملايين طفل
الطفلة هند تمسح زجاج السيارات بشارع الجلاء بمدينة #المنصورة |
ضحايا الفقر
والجهل والظلم والفساد هم " أطفال الشوارع " ، ميراث أكثر من ثلاثين
عاماً من دولة الظلم والفساد عاشوا ومازالو
يعيشون تحت خط الفقر ، غذائهم الفقر
ولحافهم القسوة والإضطهاد وأحلامهم سكنت بشوارع هى مأواهم . فهم فئة منسية من كل الأنظمة المتعاقبة على تولى شئون البلاد ، إكتفى
المسؤلون والخبراء بالتصريحات و تقديم الخطط لمواجهة الأزمة ، ولم يقدم أحداً
حلولاً على أرض الواقع .
حيث قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" إن عدد من يعرفون بأطفال الشوارع في مصر بلغ مليوني طفل في وقت يقدر المجلس القومي للأمومة و الطفولة العدد بنحو خمسة عشر الف طفل فقط ؛ وعلى الرغم من الفرق الهائل بين الرقمين، فان باحثين يؤكدون أن عدد أطفال الشوارع في مصر زاد خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل واضح .
أيه 9 سنوات وهند 8 سنوات . |
بشارع الجلاء بمدينة المنصورة تسارع أية طارق 9سنوات وهند الشربينى 8 سنوات على السيارات المارة لمسح زجاجها وبيع المناديل ،وذلك فى سبيل الحصول على القليل من الأموال ، تقول هند: " أمى وأبويا مطلقين ، وأنا ببيع مناديل وبمسح عربيات ، وأبويا مش بيصرف علينا ولا نعرف عنه حاجة وأمى بتمشى بجدتى على كرسى متحرك ،علشان نعرف نعيش ونجيب أكل، نفسى أسيب الشارع و أتعلم وأبقى دكتورة بس مش هعرف علشان مفيش معانا فلوس ".
" من الساعة 8 الصبح بلف فى الشارع فى عزالشمس بسرح بمناديل "
بنطفح الدم" لحد الساعة12بليل وبطلع فى اليومية بــ 50 جنية " بهذه الكلمات بدأت ياسمين حديثها ، فتاه فى السادسة عشر من عمرها ، مطلقة
ولديها طفل ، لا تعرف أين أبيها أو أمها ، تعيش مع إحدى صديقتها فى منزل بالإيجار
ويعملون معاً فى بيع المناديل بصحبة أطفالهم ، لتوفير ما يكفيهم من العيش وإيجار
المنزل ومستلزمات أطفلهما على حد قولهما.
تضيف ياسمين " أحيانا بشيل إبنى وأسرح بيه وأحيانا بسيبه مع واحده تخلى بالها منه وأدفع لها عشرة أو عشرين جنيه ، بينما صديقتها " صباح " فتحمل إبنتها معها دائماً " .
تضيف ياسمين " أحيانا بشيل إبنى وأسرح بيه وأحيانا بسيبه مع واحده تخلى بالها منه وأدفع لها عشرة أو عشرين جنيه ، بينما صديقتها " صباح " فتحمل إبنتها معها دائماً " .
خلود ... لاتتعدى العامين |
" على الله ، الله يسهلك ، الله يحنن عليكى ، إمشى يابت من هنا ، وأحياناً الإعتداء اللفظى والجسدى " هذه طرق المعاملة مع أطفال الشوارع ،ياسمين وندى وهند وأيه ... وغيرهن ممن يسرحون فى بيع المناديل أو مسح السيارات ، تقول "ياسمين" : " أى واحدة مكانى مش طالبة من ربنا غير أنها تعيش مستقرة ومرتاحة أنا زى أى بنى أدم مش عاوزة أشوف بهدلة ، هعلم إبنى وأخليه أحسن منى ، مش هخليه جاهل ولا محتاج حاجة " .
عملت ياسمين بأكثر من مكان على حد قولها بالبيوت وبمصنع بلاستيك كانت تتعرض
للضرب والإهانة والأجر لا يتعدى450 جنيهاً فلا يكفيها من إيجار ومياه وكهرباء
وشراء مستلزمات طفلها ، لكن بعملها
بالشارع تأخذ يومياً 50 جنية أو أكثر وهذا ما دفعها للعمل بالشارع ولكنه "
بهدله " على حد وصفها .
أما محمد أبو زيد 17 عام ،غير متعلم ويقول أنه وجد نفسه بالشارع منذ صغره ،
والده متوفى وأمه مريضه بالسكر ، يعمل لكى ينفق على والدته و إخوته الثلاثة البنات
. يقول : " أنا 24 ساعة فى الشارع بمسح عربيات وأحياناً ببيع مناديل لو جبت
فلوس بروح ولو مفيش بنام فى الشارع ، كنت الأول بشتغل فى ورشة صاحبها طردنى علشان
الحال واقف ، ونفسى البلد يتصلح حالها علشان نعرف نأكل عيش ، مضيفاً انه يشرب
السجاير فقط ، لكن هناك بعض الأطفال بيشربوا مخدرات وبيشموا كولا وبيشدوا شنط
"
تقول د. فاتن محمد شريف ، أستاذ علم الإجتماع بكلية الأداب جامعة المنصورة
، أن السبب وراء لجوء الأطفال إلى الشارع يرجع إلى فقدان الأب أو الأم أو بسبب
الهجر أو الموت أو الطلاق وكذلك سوء الظروف الإجتماعية والإقتصادية ، وخطورة
تواجدهم بالشارع تتمثل فى الإنحرافات الخلقية والسلوكية منها التسول والسرقة
والعنف ، وممارسة بعض الأعمال الهامشية مثل البيع فى الطرقات وإشارات المرور وغير
ذلك .
و يشير الدكتور محمد عسكر ، أستاذ علم الإجتماع بكلية الأداب جامعة
المنصورة ،أن حلول ظاهرة أطفال الشوارع بسيطة ، ولكنها فى حاجة للتنفيذ وذلك عن
طريق المجتمعات الأهلية فيجب أن يفعل دورها وإبراز أهميتها فى مجال رعاية أطفال
الشوارع بالإضافة إلى إبراز دور المؤسسة الحكومية ، من أجل تغيير الأوضاع المادية
والسلوكية والنفسية لهؤلاء الأطفال والعمل على إعادة تكيفهم فى المجتمع والإستفادة
منهم من خلال إعداد برامج متكاملة لمواجهة إحتاجاتهم وإشباعها .
ويؤكد " عسكر "
على ضرورة تغيير النظرة إلى طفل الشارع و إعتباره مواطناً فعالاً وصالحاً ومن ثم
إعادة دمجه فى المجتمع الأمر الذى يؤدى إلى تغيير صورة الطفل لذاته ويعيد إليه
ثقته بنفسه والتخفيف من نظرته العدائيه للأخريين والمجتمع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حَــدُثنى ..،،