الأحد، 23 فبراير 2014

مأساة سانت كاترين

من باب الدنيــا إلى " الأخرة " فى الجنة ان شاء الله 




طائرة عسكرية تنقل جثامين أربعة من شباب مصر تجمدوا حتى الموت من أجل طلة على جمال مصر. من لم يمت بالسيف، أو بالخوف، مات بغيره، تعددت الأسباب و الموت واحدُ. "يا بلاد عنّك رحلنا، و دموعي هِربت و ماتت، يا بلاد كانت أملنا، و ف يوم صَبِحت ما بانت. شارع: مفيش جدار". أول ما يخطف العين على صفحة فيسبوك لأحد شباب مصر الذين خطفهم الموت غيلة في سيناء على قمة جبل.
طيب الله أوقاتكم. ثمانيةً صعدوا و أربعةً عادوا. تأكدت أمس وفاة ثلاثة منهم و بقي مصير واحد في غموض بينما جهد زملاؤهم و سكان المنطقة و السلطات المحلية و القوات المسلحة في البحث عنه في ظروف صعبة.
اليوم تأكدت وفاة الذي وزع البطاطين على الفقراء تجمداً من البرد في بقعة من أحب بقاع الأرض إلى قلبه / بعد أن كتب آخر ما كتبت يداه في حسابه الشخصي: "صباح الخير يا سينا".
أحمد عبد العظيم، سبعة و عشرون عاماً، تخرج في أكاديمية السادات للعلوم الإدارية، أعزب / خالد السباعي، ثلاثون عاماً، و نأسف لعدم وجود معلومات أخرى عنه / هاجر أحمد، واحد و عشرون عاماً، تخرجت في كلية الفنون التطبيقية / و محمد رمضان، في مقتبل الثلاثينات، مخرج و معيد في المعهد العالي للسينما.
في ذمة الله، بينما نجا أربعة من رفقاء الطريق لا يزالون في صدمة مما حدث.
بدأت القصة بهذا الإعلان: "اكتشف مكاناً جديداً .. جبل باب الدنيا .. من الرابع عشر حتى السادس عشر من فبراير .. فقط سبعمائةٌ و ثلاثون جنيها". / شيئٌ من هذا القبيل على جبل سانت كاترين / أو على جبل موسى الملاصق له وصولاً إلى القمة مشياً على الأقدام. / بالقرب منهما يقع جبل "باب الدنيا" في منطقة وعرة تسمى وادي الجبال. / قبيل العاشرة و النصف صباح الجمعة الماضية بدأت الرحلة إلى الجبل وفقاً للجهة المنظمة. / و وفقاً لها أيضاً وصلوا إلى أول استراحة تحت الصخرة وسط الجبال بعد ذلك بساعة و عشر دقائق.
وفقاً لما جاء نصاً في البرنامج الترويجي للرحلة في يومها الثاني: "هتزداد الرحلة إثارة لما نمر على شق جبلي أشبه بالوادي و هنتسلق الجبل لحد ما نوصل إلى "جبل الباب"، و أثناء التسلق هنشوف المياه المتصاعدة إلى أعلى من خلال قنوات جبلية. و لما نوصل إلى قمة جبل الباب هنشوف مدينة الطور و خليج السويس. يتفع جبل الباب إلى ما يقرب من 1850 متراً (فوق سطح البحر)، و بعد ما نستمتع بالمنظر الخلاب و ناخد شوية صور للذكرى نبدأ في النزول". لدى نقطةٍ ما في تلك الآونة كما نفهم هبت عاصفة ثلجية نادرة.
ليست مجرد تجمعات جليدية كهذه فوق جبل موسى المجاور / بل هي أعنف من هذا حتى أنها سدت كثيراً من المدقات و الأودية. الآن و قد نقلت القوات المسلحة جثامين من توفاهم الله بينما يحاول الناجون أن يبتلعوا آثار الصدمة، نقول إن "لكل أجل كتاب" ثم نطرح التساؤل: هل كان في الإمكان أفضل مما كان؟ ما الذي تُلام فيه ظروف الطبيعة مقارنة بما يمكن أن تُلام فيه أطرافٌ أخرى؟ ما هي الدروس المستفادة من مأساةٍ كهذه سواءٌ بالنسبة للسلطات المحلية أو المركزية أو بالنسبة لمن يريد من أبناء هذا الوطن أن يستكشف هذا الوطن؟ و إلى أي مدى يضيف هذا إلى آلامٍ لا تنتهي في جسد سيناء و في روحها؟ .. 

مقدمة برنامج أخر كلام .. يسرى فودة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حَــدُثنى ..،،